إن كنت عزمت فرد صفحاتها فستلمح بعضا منك، ولربما قد تعرف نفسك في رواية تسريلت بطابع تاريخي متخيل يحلق بداخلك في زمان ومكان ستنتمي له روحا ووجدانا، وستكتشف بين ثنايا الأسطر ذاك الإنسان المحكوم بقدره الباحث عن وجوده. بعدها لتوقن أن منطق حياتنا قدري وجودي قائم لازم. سمران.. صانع الكيف (القهوجي)، معبرا عن غربته ممثلا لأرواحنا وذواتنا، يجسد سمائنا في محورية شخصيته العابرة للزمان والمكان من دون بطولة متوهجة، وإنما بحضور إنساني صادق تماهى فيه مع أقداره لیکابد عنت القبلية بأعرافها وصحرائها، وليرحل نازعا رداء إكراهاتها ميمما قبلته إلى قروية ممنيا فيها نفسه عله يصادف أفقا يتسع لتوقه. حين ترافق رحلته.. ستدرك أن سمران كصانع كيف و رأس يجترح عقله وتتوق نفسه ليصنع المزاجات والمنجزات وينظمها تماما كما ينظم المواثيق بالقهوة في شق الحكيم الشيخ سيف... ويسعك معه، لو تخيلت معنى أن تكون هامشيا أو أن تسكن الهامش شعورا وهوية، لتصبح إرادة معدومة وحرية مفعول بها بكل موانع الفعل الانساني ثقافة وقبيلة وعرفا. هذا البطل المتخيل أدرك قوانين القدر مثلما خبر قوانين القهوة، يرسم صورة الانسان العربي الهامشي المعدم في مجتمع قبلي موسوم بتناقضات وصراعات اجتماعية فمرة هو إنسان ذا يقين وإيمان وأخرى هو بطل مأساوي يجسد المأساة في صورتها التراجيدية كما لو أنه أدرك حتمية الغناء ليحقق كينونته لم يهادن ولم يراوغ بل لم يخش الألم قط ظل يشتهيه ويهرول إليها لم يركن للماسي بل ظلت تنفجر منه!. في الرواية وفي كل أحداثها لن يكون البطل غريبا عنك، لأنك ستكون أنت "سمران" الإنسان المأسور بمسارات واختيارات أشبه ما تكون بقهوة لاذعة كنكهة لحظة الانتصار في قدر ما.