في لحظةِ مغيب هادئة، وبينما كنّا نهمُّ بالمغادرة إلى منازلنا بعد يوم من اللعب، تسمرت أقدامُنا في الرمال فجأة، وتسَلّل الهلعُ إلى أوصالنا حين لمحنا قامةً طويلة تمشي بخطى بطيئة ومرعبة.
إنه “ناصر المجنون”، الرجل الذي ترتعد له فرائصُ أطفالِ القريةِ حين يوشوشون باسمه كأنهم يذكرون تعويذة محرّمة.
بثوبه الممزق، ووجهه الغريب، ولُعابه السائل من فمه، بدا كأنه كابوس يمشي على قدمين.
اقترب منا دون كلمة.
فهل سيهاجم؟ يخنق؟ يختطف؟
القرية تهمس بأنه “آخر من شوهد” مع الأطفال المفقودين،
الذين لم يُعثَر على جثامينهم أبدًا.