رحلة في أصعب وأندر الأجناس الأدبية لا سيما في المكتبة العربية، وذلك من خلال ١٢٦ قصة قصيرة جدا" ذات أبعاد نفسية وفكرية واجتماعية، ستجد نفسك في كثير منها. " تنسج الكلمات بينها وبين بعض الناس علاقة قوية كأنها رابطة دم أو رحم. هذا ما شعرت به عندما قرأت قصص زينب الخضيري أول مرة، أثار مشاعري النص الذي كتبته عن الأم والجسد المسجى، ففيه تجسدت الكلمات برحم الأم وعبق الجسد وحضوره في الوجدان، لم يفارق هذا المعنى نصوص زينب، وهو ما يتجلى في هذه المجموعة كما في سابقتها، فهي نصوص مكثفة ومشفرة بلغتها الساحرة لفظيا وروحانيا، ولكنها تحافظ على دمائها وعنفوانها حتى تصبح جسدا نصيا لا يرضى بأن يكون مجرد صورة واقعية في خيال القارئ، بل يأخذه بيده ويرافقه في رحلة تجعله يشعر بجسديته من جانب وشفافيته من جانب آخر، كأنه جسد يحلق بخفة في الأثير تلمسه وتدرك وجوده ولكنك لا تستطيع أن تجلسه إلى جانبك، فهو لا يطلب كرسيا بل يرغب في أن يطير بك معه ويغمرك بمتعة النص. هذا ما يلازم نصوص زينب الخضيري كتجربة قرائية في متعة النص."