نظرية القطط لا تدعوك إلى البرود، ولا إلى الانغلاق، ولا إلى الهروب من الناس، بل تدعوك إلى أن تحب دون أن تذوب، أن تُصغي دون أن تتورّط، أن تُعطي دون أن تفرّغ نفسك تمامًا. في كل يوم سيأتي من يضع قُطّة عند بابك، قد تكون دمعة أو تنهيدة، أو رسالة طويلة في منتصف الليل، قد تكون شكوى متكررة أو حيرة تبحث عن حلّ، وقد تميل -من طيبتك- إلىٰ احتضانها فوراً. لكن اليوم، بعد أن عرفت شكل القطة وعرفت طريقة دخولها وعرفت كم تستهلك، لديك الخيار، لديك الخيار بأن تقول: “أنا أراك… أسمعك… أفهمك… لكني لن أربي قطك في بيتي، سأدلك على طريقك وأدعو لك، وأترك لك مسؤوليتك… لأني أحبك، ولأني أحب نفسي أيضًا.”