على الرغم من أن رواية "بوتشان" نشرت لأول مرة في عام 1906 ، إلا أنها ما زالت واحدة من أكثر الروايات مبيعًا وحبا في اليابان. هذا العمل له مكانته الخاصة بين أعمال الأدب، وهو يحظى بشعبية لا تضاهى في اليابان، سواء بين الشباب أو الكهول. يقول دونالد كين المتخصص في الأدب الياباني عن رواية بوتشان "ربما تكون أكثر الروايات قراءة في اليابان الحديثة ." يقدم لنا ناتسومي سوسيكي في "بوتشان" رواية تفتح نوافذها على اليابان الريفية، وهي تعتبر مرآة تعكس الصراع بين التقاليد والحداثة، بين الأخلاق والواقعية تجسد شخصية بوتشان الشاب الذي يرفض الانصياع لأوامر المجتمع، ولكن هذا لا ينقص من حدة ذكائه ولا من نظرته الساخرة للعالم. تبدأ الرواية بوصول بوتشان إلى قرية نائية جنوب اليابان لتدريس اللغة الإنجليزية. مدعومًا بالحس السليم وأساس قوي في الأخلاق، يجد نفسه محاطا بمجموعة من المعلمين والطلاب الذين يعتبرون الحياة مجرد ساحة للمنافسة والصراع. يسرد الكاتب الأحداث بأسلوبه الفريد، حيث يحلل التفاصيل الدقيقة في تفاعلات بوتشان اليومية، مستخدمًا اللغة الساخرة والوصف الحي لجعل القصة تتألق. " بوتشان" ليس مجرد كتاب، بل صديق يمشي إلى جانبك، يشاركك في تفكيرك، ويدفعك لاستجواب العالم من حولك بعيون جديدة. إنها ليست مجرد قصة، بل درس في فهم الإنسانية، وقد تكون بمثابة مرآة تعكس صورتك الخاصة. إذا كنت تسعى للإلهام والتحفيز الفكري؛ فهذا الكتاب لك .